كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل
الطقوس والعبادات الايزيدية .. والعلاقة بينها وبين الديانة الزرادشتية :
الديانة الزرادشتية .. اول ظهور لها كان قبل اكثر من 2500عام ، ويقول الشهرستاني في الملل والنحل ” ان زرادشت كان موحدا ” ، وتقترب الزرادشتية في الكثير من طقوسها وشعائرها الدينية ، مع الديانة الايزيدية ، وهذا بطبيعة الحال ، يذكرنا كما يقول الباحث زهير كاظم عبود في كتابه (الايزيدية وصحف ابراهيم الاولى ) والصادر عن مؤسسة الدوسري للثقافة والابداع “مؤسسة شرق غرب للنشر ” حيث يقول (ومن الحقائق التي ينبغي ذكرها ان الديانة الايزيدية لم تنكر وجود بقية الاديان ) ، ان هذا يعني مدى رسوخ الايمان لدى رجال الدين في هذه الديانة الموغلة في القدم ، وهذا يدعونا للتمعن في العلاقة بين الايزيدية والزرادشتية والتين كان ظهورهما متقاربا ، وهناك مشتركات كثييرة تجمعهما .
1) الايمان بالتوحيد 2) الايمان بقوة الشمس والطبيعة 3) اشعال النيران في الاعياد والطقوس الدينية 4) الاحتفال بالنوروز لدى الديانتين 5) الاعتقاد بالتناسخ والحلول 6) الايمان بوجود مدبرين اثنين للخير والشر وهما “النور والظلمة ” .
وهناك نقاط تواصل بينهما ، لكنها ليست شاملة بين الديانتين :
1) تقديس يوم الاربعاء باعتباره عيدا دينيا وقوميا للشعب البابلي قبل اكثر من 5300 عام قبل الميلاد ، حيث كان الشعب في بلاد الرافدين يمارس طقس الاحتفال بعيد راس السنة البابلية قبل الميلاد ، حيث تعتبر يوم الاربعاء الواقع في الاسبوع الاول من شهر نيسان ، وهو بداية السنة البابلية والسومرية ايضا .
2) طقوس ذبح الثور في عيد الجماعية 3) تعليق ورد شقائق النعمان الحمراء القانية فوق ابواب البيوت 4) الالتزام بالقرابين التي جاء بها النبي ابراهيم 5) يحرص الايزيديون على اداء الصلاة امام الله في اول شروق للشمس وعند الغروب ، كما أنهم يمارسون شعيرة الصوم لاشهر .
وتتفق الديانة الايزيدية مع الدين الاسلامي في تحريم لحم الخنزير ، وان الله موجود وليس له حدود وليس له ولد او والد او ام ، كما ان هناك ايمان بالحساب يوم القيامة .
وهناك ملاحظة مهمة جدا وهي ان الايزيدية ديانة مغلقة لاتقبل الانتماء لها ، وهم يعتقدون بطاووس ملك وهو رئيس الملائكة حيث وضعوا له تمثالا في معابدهم .
لكن الصورة العامة للديانة الايزيدية انها تؤمن بتعدد الاديان وليس لها اي اعتراض على الديانات الاخرى ، كذلك فان الايزيدي يتمسك باخلاق عالية ومتسامح وكريم ومحب للآخرين .
وقد عانت الديانة الايزيدية صنوفا من البطش والارهاب والتشريد والقتل على الهوية خلال العقود القديمة ، وكما حدث ذلك اخيرا عند دخول داعش الى الموصل وكيف مارس سياسة اسر العوائل والمتاجرة بالنساء وبيعهم جواري ، كما تم تخريب المعابد ودور العبادة لهذه الديانة العراقية القديمة جدا .